الأحد، 17 نوفمبر 2013

البهنسا / المنيا


ـ البهنسا
الموقع واصل التسمية .
تقع البهنسا على بعد 15 كم الى الغرب من بنى مزار محافظة المنيا وهى الان قرية صغيرة تقع على الحافة الغربية لبحر يوسف ويحدها من الغرب الصحراء الغربيه وتحتل البهنسا مكانه كبيرة حيث ضمنت على اراضيها وعلى ثراها مختلف العصور التاريخية . بدءا من العصور المصرية القديمة – الفرعونية – ثم العصر اليونانى الرومانى ثم العصر القبطى والعصور الاسلامية بعد ذلك وعرفت البهنسا فى العصور المصرية القديمة – الفرعونية باسم بر مجدpr – mdd  بمعني مكان اللقاء بما قد يشير الى لقاء حورس وست رمزى الخير والشر فى الاساطير المصرية حيث كانت البهنسا من المدن الرئيسية لعبادة الاله ست . او ربما لتغير عن لقاء الطرق الخاصة بالواحات بوادى النيل حيث كانت البهنسا على راس تالطريق الموصل للواحات ومما يؤيد ذلك هو وجود وهو يشبه مخصص كلمة w3t بمعنى طريق فى الهيروغليفية ثم تغير اسمها فى العصر اليونانى الرومانى الى " اوكسير يتخوس " التى تعنى " مدينة السمكة "  وهى سمكة القنومة التى كانت موضع قداسة فى المدينة فى ذلك العصر ثم كان اسمها فى القبطية بمجى الذى يبدوا انه تحور عن الاسم المصرى القديم دمنه تحور الاسم الى جمجه ثم تغير حرف م , ج الى هـ س واضاف العرب اليها حرف ن لتخفيف النطق ومنه جاء اسم البهنسا وكانت البهنسا من اقدم الاماكن التى اجريت فيها حفائر حيث وفد اليها العالمان الانجليزيان " جرنفل " و" همنت " فى عام 1896 وقاموا باجراء حفائر اسفرت عن الكشف عن كميات هائلة من البرديات اذهلت القائمين على الحفائر لا يعبئون بشئ سوى البردى مما ابعد الحفائر كثيرا عن المنهج العلمى ثم تنادلت اهم التماثيل التى تم الكسف عنها فى المكان قدمت لها ببيان اهم الملامح الفنية والاساليب التى كانت متبعة فى النحت فى العصر اليونانى الرومانى كى استطيع بعد ذلك تقييم المستوى الخف للتمثال وبينت كيف ان منحوتان البهنسايتين وتبرر مرحلة مهمة والا وهلا مرحلة الفجر فى الفن القبطى اى ظهور ملامح وتبا شير الفن القبطى قبل ان تكتمل شخصيته بعد ثم تناولت بعد ذلك العصر القبطى ببيان اهمية المدينة فى ذلك العصر ومكانتها ثم الحديث عن الكنيسة المكتشفة حديثا والتى ينشر عنها لاول مرة .
البهنسا فى العصر الفرعونى :
لم تنضح بعد المكانة الحقيقية للبهنسا فى العصور المصرية القديمة الفرعونية كعاصمة للاقليم التاسع عشر من اقاليم مصر العليا ومدينة مصمة من مدن الاله ست ومدينة ذات موقع جغرافى هام راس الطريق الموصل الى الواحات  ولا يوجد تصور لتخيط المدينة او مواضع المنشات بها بل كان يعتقد حتى عام 1981 م ان البهنسا لا تحوى اثار فرعونية حتى ثم الكشف عن مقبرة ترجع الى العصر الصاوى بعد ان كان اللصوص اسبق فى الوصول اليها ويتوقع الكشف عن مقابر اخرى متشابهة فى المنطقة المحيطة بهذه المقبرة خاصة وانه خلال موسم حفائر 1999 ثم الكشف عن قبر حجرى بداخله تابوت من الحجر الجيرى الجديد غير منقوس توضح الملامح الفنية انه فى الغالب ينتمى الى العصر الصاوى وما زال هذا التابوت قيد البحث والدراسة من جانب البعثة المصرية .
البهنسا فى العصر  اليونانى – الرومانى .
 كانت البهنسا ربما تتبع اقليم طيبة اداريا كما ذكرت بعض البرديات وذلك فى العصر اليونانى وكانت مدينة هامة ولكنها صارت فى العصر الرومانى اقليما قائما بذاته كما اشار الى ذلك استرابون الذى زار مصر سنة 30/29 ق . م حيث تحدث عن الاقاليم التى كانت موجودة انذاك ومنها ذكر اقليم اوكسيرا ينحوس وكانت البهنسا من المدن الهامة فى مصر الوسطى بجانب هيراقليدبوليس " اهناسيا " وذلك منذ العصر البطلمى ثم صارت اوكسير يتخوس مدينة هامة فى العصر البيزنطى خاصة بعد ازدياد اتباع الدين المسيحى فيها واثارات احدى البرديات الى انه اوكسير ينخوس كان يتبعها مائة وخمسة وعشرون قرية تناقصت بعد ذلك الى عشر قرى بسبب وباء اجناح المنطقة فى القرن الثالث الميلادى ويعتبر العصر اليونانى الرومانى اذهبى العصور الاثرية فى البهنسا حتى الان فى ضوء المكتشف من اثار ترجع لنفس العصور وقد كان البهنسا مدينة مزدهرة وكانت مساحتها 3 كم من الجنوب الى الشمال ويحيط بها من الغرب سور يبعد عن بحر يوسف حوالى 1.5 كم وذلك فى العصر اليونانى وبذلك فهى كانت متشابهة ( انطونيوبوليس ) الشيخ عباده ) وكان يوجد بالمدينة العديد من المنشات المدنية مثل الجمانز يوم ومينوان على بحر يوسف ومقياس للنيل وحمامات وبنك الاقليم والعديد من المعابد التى كانت تخص الهة مصرية رومانية  .
أهم اثار منطقة البهنسا .
أولا :ـ المعابد
كانت مدينة البهنسا بها الكثير من المعابد ولا يمكن تحديد عدد المعابد بدقة ويمكن حصرهما انها تزيد عن (40 ) معبد وكانت توجد معابد لاله اغريقية مشتركة مثل معبد Hera zeus  serapis وكان يوجد معبد السرابيوم الكبير الذى كان يمثل مصور الحياة التجارية اليومية حيث كانت توجوية البنوك وتعتقد به المعملات المالية وتقدر مساحة هذا المعبد بمساحة معبد دتدرية وكان يقوم بحراسة شخص واحد كما كان يوجد معبد لتاؤرس ويحرسه سبعة اشخاص وكانت تقام فى المعابد كثير من الاعياد والاحتفالات .
ثانيا :ـ المسرح .
يوجد فى الجزء الجنوبى الشرقى للمدينة وهو عرف كمقلع للحجارة منذ زمن بعيد وقد نجح بترى فى تحديد مكان المسرح ودراسته حيث اكتشف منه المسرح وبقايا المقاعد وحوائط للمسرح السمكية والكثير من البقايا الاثرية والتى نقل معظمها الى المتحف البريطانى وكانت مقاعد المشاهدين تتدرج الى اسفل وتبدوا المقاعد الامامية كما انها لو كانت خنوقا فى امام المدرجات توجد منصه المسرح وكانت المقاعد فى المستوى العلوى مختلفة التصميم عن المقاعد الامامية وكما كان يلحق بالمسرح حوص للقئ vomi toriam وكانت المسافة بين كل مقعد واخر 9 بوصات وبين كل درجة من درجات السلم 9 بوصات وبين كل صف مقاعد واخر 33 بوصة
ثالثا :ـ الدعامات
كان يوجد بالمسرح الكثير من الدعامات التى كان معظمها رخاميا وفى نهاية المسرح يوجد ايضا رواق وهذه الظاهرة تشبه المسارح السورية وفى النهاية القريبة للمسرح كان يوجد صف من الأعمدة والظاهرة المعمارية المميزة لمسرح اوكسير نخوس هى تطور المدرجات المنفصلة وذلك مثل القصور الضخمة والظاهرة المعمارية المميزة لمسرح اوكسير نخوس هى تطوير المدرجات المنفصلة وذلك مثل القصور الفخمة كما ان الرواق المعمد فى النهاية الغربية لا يؤدى الى المسرح .
رابعا :ـ المقابر
ان مقابر البهنسا منتشره فى الصحراء وهى مشهودة بعدم احتوائها على شئ وتركت مهجورة فى العصر الحديث ومن اهم الاشياء التى عثر عليها فى هذه الجبانات كاسين زجاجيين احدهما سليم وهو الان بالقاهرة فى المتحف المصرى والاخر مكسور وهو فى المتحف البريطانى كما كانت عادة حرق جثث الموتى معروفة فى المدينة فى العصرين البطلمى والرومانى وكانت تجمع بقايا الجثث نالمحترقة فى المقبرة ووجدت مقبرة مساحتها 60 قدم وارتفاعها 10 قدم وجدا على المقبرة كمية كبيرة من كسر الفخار والكاسات الزجاجية ومن المحتمل ان يكون هذا الزجاج قد اسخدم فى خدمة الموتى كما وجدت بقايا راس اسد مصنوع فى الحجر الجيرى كما وجد نموذج غير شائع للمقابر ويتمثل ذلك فى وجود حائط عالى حول الحجرات وكان يتم دفن الجثث فى الرمال وفوقها مبنى غرف بارتفاع 8 – 10 قدم يحيط بها اكوام الحص وفى الداخل والخارج كانت الحوائط خالية من الزخرفة فى احيان قليلة
خامسا :ـ المنازل
المنازل هى اهم مثال لتوضيح المنشات الخاصة فى مدينة البهنسا فقد كانت المنازل تتكون من طابقين واحيانا من ثلاث طوابق وكانت تضم اجنحة منفصلة او حجرات استقبال للرجال واخرى للنساء وتشير الوثائق الى مدخل بيوت بيوانك للاستمتاع بشمس الشتاء والراحة خلال الصيف كما اهم اصحاب المنازل بالسقف ومختلف وسائل الراحة وكانت بعض المنازل تستخدم الحجرات المطلة والشوارع كحوانين .
البهنسا فى العصر المسيحى .
كانت البهنسا من اهم المدن المسيحية وكانت مدينة ضخمة وكثيرة السكان وكانت مقر الاسقفية الارثوذكسية وقد كرست كنائسها بالاعمال الخيرة العامة حيث كان بها 12 كنيسة كان بها ما بين عشرة الاف راهب و 12 الف راهب وقد علا  ذكرهم بما اشتهروا به من زهد ونسك .
 البهنسا فى عصر الاضطهاد .
كانت البهنسا كثيرا من جراء اضطهادات الاباطرة حتى عرفت منطقة بها باسم فراد الشهداء وهو المكان الذى وضعت فيه مذابح المسيحيين التى اقمها الامبراطور دقلديانوس والى هذه الفترة ينسب ما يعرف باسم ادب الشهداء وقد جاء الكثير من هذه النصوص فى المجموعات الادبية التى وجدت فى البهنسا كما اكيد نسخها فى القرون التالية .
* الفتح العربى للبهنسا *

بعد ان اتم الله على عمرو بن العاص فتح الاسكندرية والوجه البحرى ارسل الى عمر بن الخطاب امير المؤمنين يستثمره هل يذهب ليفتح الصعيد ام يسير غربا فرد عليه عمر بن الخطاب ان يذهب الى الصعيد وان بالصعيد مدينتين احدهما يقال لها اهناس والثانية يقال لها البهنسا وهى امتع واحصن وبلغنى ان لها بطريركا روحيا يقال له البطلميوس فلا تقربوا الصعيد حتى تفتحوا هاتين المدينتين ومن ذلك تتضح مدى أهمية مدينة البهنسا وعلى الفور جهز عمرو بن العاص جيشا وضم هذا الجيش الكثير ممن شهدوا بدرا فقد عرض المسلمون على حاكم المدينة ان يدخل الاسلام او ان يدفع الجزية او ان يتحاربا فاختار الحاكم الحرب فالى المسلمون بلاء حسنا واستطاعوا فتح البهنسا وتضم البهنسا حاليا الكثير من اضرحة المسلمين الذين استشهدوا بها التى ترجع الى العصور الاسلامية المختلفة